ترامب- تفويض شعبي لتغيير أمريكا.. والعالم يترقب.
المؤلف: طلال صالح بنان10.30.2025

في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية التي جرت الشهر المنصرم، نال الرئيس الأمريكي السابع والأربعون، دونالد ترمب، وحزبه الجمهوري، تفويضاً راسخاً من الشعب الأمريكي، ليتولوا قيادة الولايات المتحدة الأمريكية، الدولة الأقوى والأكثر ثراءً والأكثر تقدماً على مستوى المعمورة، وذلك خلال السنوات الأربع القادمة، وقد يمتد هذا التفويض إلى ما هو أبعد من ذلك، وفقاً لطموحاته السياسية الجامحة. يمكن وصف الرئيس ترمب بأنه الرئيس الأمريكي الأقوى على مر العصور، إذ لم يسبقه أي رئيس أمريكي آخر في طموحه العارم، وإصراره العنيد، وقوة بأسه التي تتجاوز بكثير ما يمنحه إياه منصب رئاسة الدولة الأعظم في العالم.
في الانتخابات الرئاسية الأخيرة، حقق الرئيس ترمب انتصاراً ساحقاً على منافسته، كاميلا هاريس، مرشحة الحزب الديمقراطي الحاكم، وذلك في جولتين؛ الأولى بفوزه العريض بأصوات المجمع الانتخابي، والثانية بالأصوات الشعبية. إنه فوز قلّما يحظى به رئيس أمريكي. علاوة على ذلك، فاز الحزب الجمهوري بزعامة ترمب في الانتخابات التشريعية، ليحصد أغلبية مقاعد غرفتي الكونجرس، النواب والشيوخ. وهذا يعني أن الرئيس ترمب سيتمكن خلال النصف الأول من ولايته المقبلة من حكم البلاد بشكل منفرد، والتحكم في مصائر العالم، بما يتوافق مع رؤيته التي تتجسد في شعاره "استعادة عظمة أمريكا مجدداً".
إلا أن المعركة الحقيقية التي تنتظره، كما صرح هو بنفسه خلال حملته الانتخابية، تكمن في الداخل الأمريكي، حيث يعتبر أن الأعداء الحقيقيين للبلاد يتربصون في الداخل وليس في الخارج. لقد بلغ به الغرور والثقة بالنفس حداً جعله يربط بين خصومه السياسيين في الداخل وعداءهم للوطن! فهدفه الأساسي، منذ ولايته الأولى، تمحور حول إحداث ثورة شاملة تجتث جذور مؤسسات الحكم في البلاد، وذلك تمهيداً لتحقيق رؤيته المتمثلة في استعادة الولايات المتحدة لعظمتها وريادتها على الصعيد العالمي، وهو الأمر الذي يربطه بشخصه وبطموحاته السياسية التي تتمحور حول الذات فحسب.
يستند ترمب في رؤيته إلى تفويض من الشعب الأمريكي لتنفيذ تعديلات جوهرية في النظام السياسي الأمريكي، على المستويين الرسمي وغير الرسمي، تمس قيم وأداء مؤسسات الحكم في البلاد، بما في ذلك الدستور نفسه، وذلك بغية تحقيق حلمه الذي أفصح عنه مراراً، وهو أن تكون الانتخابات الرئاسية الأخيرة هي نهاية المسار الديمقراطي في الولايات المتحدة! تصريح كهذا لا يعني سوى أنه يعتزم إحداث ثورة في ولايته القادمة ضد القيم الديمقراطية، واستبدالها بنظام آخر يتماشى مع طموحاته السياسية، نظام يسمح له بالحكم من دون معارضة، ومن دون صحافة حرة، ومن دون مجتمع مدني حيوي تنشط فيه المؤسسات والجمعيات والأحزاب التي تعكس المصالح المتعددة والمتنافسة في المجتمع الأمريكي.
يتجلى هذا التوجه في اختياره لشخصيات إدارته القادمة، ممن يؤمنون برؤاه، ما يعكس مفهوم "نظام الغنائم" الفاسد، حيث يطغى معيار الولاء على معيار الكفاءة. فهو يختار وزراءه وكبار المسؤولين في إدارته من بين أشد المحافظين المتعصبين، الذين قد لا يتمتعون بالضرورة بالخبرة اللازمة في مجالات الوزارات التي يرأسونها، طالما هم يدينون له بالولاء المطلق وليس للدستور. قد يواجه بعض هؤلاء معارضة في الكونجرس بسبب جهلهم أو قلة خبرتهم أو سوء سيرتهم الذاتية، إذ لا يملكون من المؤهلات سوى ولائهم الشديد له، إلا أنه سينجح في نهاية المطاف في تعيين معظمهم، إن لم يكن جميعهم.
أما على الصعيد الخارجي، فإن الرئيس ترمب يهدد ويتوعد الجميع، خصوم الولايات المتحدة وأصدقاءها على حد سواء، بما في ذلك حلفاءها. فهو يعتقد أن إرثه السياسي لن يكتمل إلا إذا امتدت سلطته وهيمنته لتشمل العالم بأسره. من وجهة نظره، فإن حكم الولايات المتحدة لا يرضي طموحه، ولن يكتمل إلا من خلال فرض إرادته على العالم. إنه يقتدي بهتلر الذي أعلن عن إقامة الرايخ الثالث، زاعماً أنه سيستمر لألف عام! لقد أثار الرئيس ترمب الرعب في نفوس جيرانه الأقربين، مثل كندا والمكسيك. كما أثار القلق لدى حلفائه الأوروبيين، الأمر الذي قد يخل بميزان القوى العالمي ويهدد السلام والأمن الدوليين. فضلاً عن تهديده بشن حرب اقتصادية ضد الصين، وهو ما قد يتطور إلى حرب فعلية تشعل فتيل حرب عالمية ثالثة مدمرة.
إن الرئيس ترمب، بأجندته السياسية التي لم يدرك الناخب الأمريكي خطورتها، لا يهدد استقرار الولايات المتحدة فحسب، بل يهدد استقرار العالم بأسره. إنه رئيس تتملكه نزعة جنون العظمة، ويشعر في أعماق نفسه بأنه الحاكم بأمره، ليس فقط للولايات المتحدة، بل للعالم بأكمله، الأمر الذي يجعل العالم يعيش لحظات عصيبة مليئة بالترقب والخشية، منتظراً إلى أين ستصل طموحات الرئيس ترمب خلال السنوات الأربع القادمة، أو ربما لفترة أطول من ذلك إذا نجح في تحقيق حلمه بأن يصبح الرئيس الأوحد للدولة الأعظم في العالم، مستغلاً نفوذه السياسي الداخلي.
في الانتخابات الرئاسية الأخيرة، حقق الرئيس ترمب انتصاراً ساحقاً على منافسته، كاميلا هاريس، مرشحة الحزب الديمقراطي الحاكم، وذلك في جولتين؛ الأولى بفوزه العريض بأصوات المجمع الانتخابي، والثانية بالأصوات الشعبية. إنه فوز قلّما يحظى به رئيس أمريكي. علاوة على ذلك، فاز الحزب الجمهوري بزعامة ترمب في الانتخابات التشريعية، ليحصد أغلبية مقاعد غرفتي الكونجرس، النواب والشيوخ. وهذا يعني أن الرئيس ترمب سيتمكن خلال النصف الأول من ولايته المقبلة من حكم البلاد بشكل منفرد، والتحكم في مصائر العالم، بما يتوافق مع رؤيته التي تتجسد في شعاره "استعادة عظمة أمريكا مجدداً".
إلا أن المعركة الحقيقية التي تنتظره، كما صرح هو بنفسه خلال حملته الانتخابية، تكمن في الداخل الأمريكي، حيث يعتبر أن الأعداء الحقيقيين للبلاد يتربصون في الداخل وليس في الخارج. لقد بلغ به الغرور والثقة بالنفس حداً جعله يربط بين خصومه السياسيين في الداخل وعداءهم للوطن! فهدفه الأساسي، منذ ولايته الأولى، تمحور حول إحداث ثورة شاملة تجتث جذور مؤسسات الحكم في البلاد، وذلك تمهيداً لتحقيق رؤيته المتمثلة في استعادة الولايات المتحدة لعظمتها وريادتها على الصعيد العالمي، وهو الأمر الذي يربطه بشخصه وبطموحاته السياسية التي تتمحور حول الذات فحسب.
يستند ترمب في رؤيته إلى تفويض من الشعب الأمريكي لتنفيذ تعديلات جوهرية في النظام السياسي الأمريكي، على المستويين الرسمي وغير الرسمي، تمس قيم وأداء مؤسسات الحكم في البلاد، بما في ذلك الدستور نفسه، وذلك بغية تحقيق حلمه الذي أفصح عنه مراراً، وهو أن تكون الانتخابات الرئاسية الأخيرة هي نهاية المسار الديمقراطي في الولايات المتحدة! تصريح كهذا لا يعني سوى أنه يعتزم إحداث ثورة في ولايته القادمة ضد القيم الديمقراطية، واستبدالها بنظام آخر يتماشى مع طموحاته السياسية، نظام يسمح له بالحكم من دون معارضة، ومن دون صحافة حرة، ومن دون مجتمع مدني حيوي تنشط فيه المؤسسات والجمعيات والأحزاب التي تعكس المصالح المتعددة والمتنافسة في المجتمع الأمريكي.
يتجلى هذا التوجه في اختياره لشخصيات إدارته القادمة، ممن يؤمنون برؤاه، ما يعكس مفهوم "نظام الغنائم" الفاسد، حيث يطغى معيار الولاء على معيار الكفاءة. فهو يختار وزراءه وكبار المسؤولين في إدارته من بين أشد المحافظين المتعصبين، الذين قد لا يتمتعون بالضرورة بالخبرة اللازمة في مجالات الوزارات التي يرأسونها، طالما هم يدينون له بالولاء المطلق وليس للدستور. قد يواجه بعض هؤلاء معارضة في الكونجرس بسبب جهلهم أو قلة خبرتهم أو سوء سيرتهم الذاتية، إذ لا يملكون من المؤهلات سوى ولائهم الشديد له، إلا أنه سينجح في نهاية المطاف في تعيين معظمهم، إن لم يكن جميعهم.
أما على الصعيد الخارجي، فإن الرئيس ترمب يهدد ويتوعد الجميع، خصوم الولايات المتحدة وأصدقاءها على حد سواء، بما في ذلك حلفاءها. فهو يعتقد أن إرثه السياسي لن يكتمل إلا إذا امتدت سلطته وهيمنته لتشمل العالم بأسره. من وجهة نظره، فإن حكم الولايات المتحدة لا يرضي طموحه، ولن يكتمل إلا من خلال فرض إرادته على العالم. إنه يقتدي بهتلر الذي أعلن عن إقامة الرايخ الثالث، زاعماً أنه سيستمر لألف عام! لقد أثار الرئيس ترمب الرعب في نفوس جيرانه الأقربين، مثل كندا والمكسيك. كما أثار القلق لدى حلفائه الأوروبيين، الأمر الذي قد يخل بميزان القوى العالمي ويهدد السلام والأمن الدوليين. فضلاً عن تهديده بشن حرب اقتصادية ضد الصين، وهو ما قد يتطور إلى حرب فعلية تشعل فتيل حرب عالمية ثالثة مدمرة.
إن الرئيس ترمب، بأجندته السياسية التي لم يدرك الناخب الأمريكي خطورتها، لا يهدد استقرار الولايات المتحدة فحسب، بل يهدد استقرار العالم بأسره. إنه رئيس تتملكه نزعة جنون العظمة، ويشعر في أعماق نفسه بأنه الحاكم بأمره، ليس فقط للولايات المتحدة، بل للعالم بأكمله، الأمر الذي يجعل العالم يعيش لحظات عصيبة مليئة بالترقب والخشية، منتظراً إلى أين ستصل طموحات الرئيس ترمب خلال السنوات الأربع القادمة، أو ربما لفترة أطول من ذلك إذا نجح في تحقيق حلمه بأن يصبح الرئيس الأوحد للدولة الأعظم في العالم، مستغلاً نفوذه السياسي الداخلي.
